على الرغم مما سمح لي به المنزل الكبير من حرية اللعب في فنائه، وتركني مع أخواني وأبناء أعمامي والأطفال الأصدقاء وأبناء الجيران، وحتي غيرهم، نمارس ألعابنا المتنوعة بحرية، وخاصة كرة القدم! إلا أنه فتح أبوابه المتسامحة لنا، لننطلق في فضاء أرحب، فضاء يغرينا على تصريف طاقاتنا وإشعال مواهبنا؛ فكنت ألعب كرة القدم مع أترابي في الطرقات وفي ملاعب ترابية، ومنهم الدكتور جاسم العجمي ، والدكتور عبد الله العجمي، والدكتور عبد الحسين العجمي، والدكتور عبد الله الدرازي، ورضي الموسوي، ومحمد جعفر فضل ، وجلال عيسى … إلخ، وكانت كرتنا صغيرة، ونطلق عليها اسم ( كرة الصوف )؛ وهي من النوع المستخدم في لعبة كرة المضرب! وهذا الولع بالكرة والإخلاص لإغراءاتها تركتني أسبر متعتها واستفزازت منافساتها، فصرت من محبي نادي النسور، حيث كان عمي يوسف يأخذني معه إلى مباريات النسور، وخاصة المقامة على أستاد المحرق، وكم هي حاضرة صورة النادي الإسماعيلي المصري تتلألأ في عيني وهو يلاقي منتخب البحرين ونادي المحرق! وأسرفت في عشقي للكرة ومناخاتها فكنت مع أخويي سعيد وحسن( رحمهما الله ) اللذين أثقلا صدري بالذكريات برحيلهما المفاجى، نفتش في كل زاوية وتحت كل شجيرة عن أي صورة للاعب أو فريق أو لقطة لمبارة ، وكل ما نغنمه نلصقه في دفتر( 200 ورقة ) لنكون من ذلك ثلاثة أو أربعة ألبومات من الصور المتنوعة ، وفقدت الآن هذه الدفاتر !
وبعد أن كبرنا على فريق الفداء الذي أسسناه أطفالاً صغاراً، بادرت مع مجموعة من الأصدقاء في تأسيس فريق العربي، وأذكر منهم صديق طفولتي محمد جعفر فضل، وخليل السيد إبراهيم ، وأخيه فيصل، وعلى باشا، وانتقلنا مع هذا الفريق للعب على ملعب الصاعقة في ساحل الدراز ( ساحل أبو صبح ) ، ومن ثم أصبحت لاعباً في نادي الدراز الذي تغير اسمه إلى النادي العربي ! وها أنا حتى الآن لم أتخل عن هذا الوله بهذه البرتقالة فلازلت أطاردها من خلال الشاشة والصحافة !
كم أنت حاضرة أيتها الطفولة، لايمكنني التنفس بدونك !